فصل: مليانة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: آثار البلاد وأخبار العباد **


 مليانة

مدينة كبيرة بالمغرب من أعمال بجاية مستندة إلى جبل زكار وهي كثيرة الخيرات وافرة الغلات مشهورة بالحسن والطيب وكثرة الأشجار وتدفق المياه‏.‏

حدثني الفقيه أبو الربيع سليمان الملتاني أن جبل زكار مطل على المدينة وطول الجبل أكثر من فرسخ ومياه المدينة تتدفق من سفحه وهذا الجبل لا يزال أخضر صيفاً وشتاء وأعلى الجبل مسطح يزرع وبقرب المدينة حمامات لا يوقد عليها ولا يستقى ماؤها بنيت على عين حارة عذبة الماء يستحم بها من شاء‏.‏

 منبج

مدينة بأرض الشام كبيرة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة وذات مدارس وربط‏.‏

عليها سور بالحجارة المهندسة حصينة جداً‏.‏

شربهم من قني تسيح على وجه الأرض‏.‏

ينسب إليها عبد الملك بن صالح الهاشمي المشهور بالبلاغة قيل‏:‏ لما قدم الرشيد منبج قال لعبد الملك‏:‏ أهذا منزلك قال‏:‏ هو لك يا أمير المؤمنين ولي بك‏!‏ قال‏:‏ كيف صفتها قال‏:‏ طيبة الهواء قليلة الادواء‏!‏ قال‏:‏ كيف ليلها قال‏:‏ كله سحر‏!‏ قال‏:‏ صدقت إنها طيبة‏!‏ قال‏:‏ طابت بك يا أمير المؤمنين‏!‏ وأين تذهب بها عين الطيب برها حمراء وسنبلها صفراء وشجراء في فياف فيح بين قيصوم وشيح‏.‏

فأعجب الرشيد كلامه‏.‏

 منف

مدينة فرعون موسى قيل‏:‏ إنها أول مدينة عمرت بمصر بعد الطوفان وهي المراد بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها‏}‏‏.‏

وهي بقرب الفسطاط‏.‏

كان فيها أربعة أنهار تخلط مياهها في موضع سرير فرعون ولهذا قال‏:‏ وهذه الأنهار تجري من تحتي‏!‏ حكى من رأى منف قال‏:‏ رأيت فيها دار فرعون ودرت في مجالسها ومشاربها وغرفها فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور ما رأيت فيها مجمع حجرين ولا ملتقى صخرتين‏.‏

وآثار هذه المدينة بمصر باقية قال ابن زولاق‏:‏ سمعت بعض علماء مصر يقول‏:‏ إن منف كانت ثلاثين ميلاً بيوتاً متصلة وفيها قصر فرعون قطعة واحدة وسقفه وفرشه وحيطانه حجر أخضر‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح جالساً على باب كنيسة فقال لي‏:‏ أتدري ما هذا المكتوب على هذا الباب قلت‏:‏ لا‏!‏ قال‏:‏ عليه مكتوب‏:‏ لا تلوموني على صغرها فإني اشتريت كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ على باب هذه الكنيسة وكر موسى عليه السلام القبطي فقضى عليه‏.‏

ومن عجائبها كنيسة الأسقف وهي من عجائب الدنيا لا يعرف طولها وعرضها مسقفة بحجر واحد‏.‏

 منية هشام

قرية بأرض طبرية حكى الثعالبي أن بها عيناً يجري ماؤها سبع سنين دائماً ثم ينقطع سبع سنين هكذا على وجه الدهر وانه مشهور عندهم‏.‏

موتة قال الجيهاني‏:‏ مؤتة من أعمال البلقاء من حدود الشام أرضها لا تقبل اليهود ولا يتهيأ أن يدفنوا ومن عجائبها أن لا تلد بها عذراء فإذا قربت المرأة ولادتها خرجت منها فإذا وضعت عادت إليها‏.‏

والسيوف المشرفية منسوبة إليها لأنها من مشارف الشام قال الشاعر‏:‏

أبى الله للشّمّ الأنوف كأنّهم ** صوارم يجلوها بمؤتة صيقل

 مورجان

من أعمال فارس‏.‏

بها جبل فيه كهف يقطر الماء من سقفه زعموا أن عليه طلسماً إن دخل ذلك الكهف واحد خرج من الماء ما يكفيه وإن خرج ألف خرج قدر حاجة الألف والله الموفق‏.‏

المهدية مدينة بافريقية بقرب القيروان اختطها المهدي المتغلب على تلك البلاد في سنة ثلاثمائة‏.‏

قيل‏:‏ إنه كان يرتاد موضعاً يبني فيه مدينة حصينة خوفاً من خارجي يخرج عليه حتى ظفر بهذا الموضع‏.‏

وكانت جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند فوجد فيها راهباً في مغارة فسأله عن اسم الموضع فقال‏:‏ هذه تسمى جزيرة الخلفاء‏.‏

فأعجبه هذا الاسم فبنى بها بناء وجعلها دار مملكة وحصنها بسور عال وأبواب حديد وبنى بها قصراً عالياً‏.‏

فلما فرغ من إحكامها وحكي انه لما فرغ من البناء أمر رامياً أن يرمي سهماً إلى جهة المغرب فرمى فانتهى إلى موضع المصلى فقال‏:‏ إلى هذا الموضع يصل صاحب الحمار‏!‏ يعني أبا يزيد الخارجي لأنه يركب حماراً‏.‏

فقالوا‏:‏ ان الأمر كان كما قال وان أبا يزيد وصل إلى موضع السهم ووقف ساعة ثم رجع ولم يظفر ثم أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وسماها زويلة وأسكن أرباب الصناعات والتجارات فيها وأمر أن تكون أموالهم بالمهدية وأهاليهم بزويلة‏.‏

قال‏:‏ إن أرادوني بكيد بزويلة فأموالهم عندي بالمهدية وإن أرادوني بالمهدية خافوا على أهاليهم بزويلة فإني آمن منهم ليلاً ونهاراً‏!‏ وشرب أهلها من الصهاريج ولهم ثلاثمائة وستون صهريجاً على عدة أيام السنة يكفيهم كل يوم صهريج إلى تمام السنة ومجيء مطر العام المقبل‏.‏

ومرساها منقورة في حجر صلد تسع مائتي مركب وعلى طرف المرسى برجان بينهما سلسلة حديد إذا أريد إدخال سفينة أرسل الحراس أحد طرفي السلسلة لتدخل الخارجة ثم يمدها‏.‏

ثم تناقصت حال ملوكها مع حصانة الموضع حتى استولى عليها الفرنج سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وبقيت في يدهم اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن افريقية سنة خمس وخمسين وخمسمائة واستعادها‏.‏

وهي في يد بني عبد المؤمن إلى الآن‏.‏مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها وبها اجتماع السامرة وهم طائفة من اليهود واليهود بعضهم يقول‏:‏ انهم مبتدعة ملتنا‏!‏ ومنهم من يقول‏:‏ انهم كفار ملتنا‏!‏ ذكر بعض مشايخ نابلس انه ظهر هناك تنين عظيم فتوسل الناس في هلاكه وكان شيئاً هلائلاً له ناب عظيم فعلقوا نابه هناك ليتعجب الناس من عظمها وليس باصطلاحهم التنين فعرف الموضع بها وقيل نابلس‏.‏

بظاهر المدينة مسجد يقولون‏:‏ ان آدم عليه السلام سجد لربه هناك‏.‏

وبها جبل يقول اليهود ان الخليل عليه السلام أمر بذبح ولده عليه لأن في اعتقادهم أن الذبيح كان إسحق عليه السلام‏.‏

وبها عين تحت كهف تعظمه السامرة‏.‏

وبها بيت عبادة للسامرة يسمى كزيرم‏.‏

 ناصرة

قرية بقرب طبرية قيل‏:‏ اسم النصارى مشتق منها لأنهم كانوا من ناصرة‏.‏

وأهلها عيروا مريم عليها السلام فهم قوم إلى هذه الغاية يعتقدون انه لا تلد بكر من غير زوج‏.‏

من عجائبها شجرة الأترج ثمرتها على هيئة النساء لها ثديان وما يشبه اليدين والرجلين وموضع القبل مفتوح وهذا أمر مشهور عندهم‏.‏مدينة بافريقية قرب القيروان قال البكري‏:‏ هي على نهر وهي كثيرة الأشجار والنخيل والثمار‏.‏

وبها عين عجيبة لا يدرك قعرها البتة ومنها يسير السائر إلى قسطنطينة في أرض لا يهتدى إلى الطريق فيها إلا بأخشاب منصوبة فإن أخذ يميناً أو شمالاً غرق في أرض دهسة تشبه الصابون في الرطوبة وقد هلك قالوا‏:‏ في تلك الأرض جماعات وعساكر ممن دخلها ولم يعرف حالهم‏.‏

وادي الرمل واد بأرض المغرب بعد بلاد الأندلس‏.‏

قال صاحب عجائب الأخبار‏:‏ لما ملك أبو ناشر ينعم سار نحو المغرب حتى انتهى إلى وادي الرمل وأراد العبور فيه فلم يجد مجازاً لأنه رمل يجري كالماء وسمع أن الرمل يسكن يوم السبت دون سائر الأيام فأرسل نفراً من أصحابه يوم السبت وأمرهم أن يقطعوه ويقيموا بالجانب الآخر إلى السبت الآخر فساروا يومهم ذلك ونجم الرمل عليهم بالليل قبل أن يقطعوه فغرقوا‏.‏

فلما أيس من رجوعهم أمر بصنم ونصبه على حافة الوادي وهو صورة رجل على فرس من نحاس وكتب على جبهته‏:‏ ليس ورائي مذهب فلا أبو ناشر الأنعام قد رام خطّةً علت فوق خطّات الملوك الأقادم إلى الجانب الغربيّ يهوي بجحفلٍ يجرّون أطراف القنا والصّوارم فلمّا دنا وادٍ خبيثٍ مسيله برملٍ تراه كالجبال الرّواكم أشار بتمثالٍ وخطّ مترجمٍ بأن ليس من بعدي مرورٌ لقاحم وادي موسى في قبلي بيت المقدس واد طيب كثير الزيتون‏.‏

نزل به موسى عليه السلام وعلم بقرب أجله فعمد إلى الحجر الذي يتفجر منه اثنتا عشرة عيناً سمره في جبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عيناً وتفرقت إلى اثنتي عشرة قرية كل قرية لسبط من الأسباط ثم قبض موسى عليه السلام وبقي الحجر هناك‏.‏

وذكر القاضي أبو الحسن علي بن يوسف انه رأى الحجر هناك وانه في حجر رأس عنز وانه ليس في جميع ذلك الجبل حجر يشبهه‏.‏

وادي النمل بين جبرين وعسقلان‏.‏

مر به سليمان عليه السلام يريد غزو الشام إذ نظر إلى كراديس النمل مثل السحاب فأسمعته الريح كلام النملة تقول‏:‏ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده‏!‏ فأخذت النمل تدخل مساكنها والنملة تناديهم‏:‏ الوحى الوحى‏!‏ قد وافتكم الخيل‏!‏ فصاح بها سليمان وأراها الخاتم فجاءت خاضعة فسألها سليمان عن قولها فقالت‏:‏ يا نبي الله لما رأيت موكبك أمرت النمل بدخول مساكنها لئلا يحطمها جندك فإني أدركت ملوكاً قبلك كانوا إذا ركبوا الخيل أفسدوا‏!‏ فقال عليه السلام‏:‏ لست كأولئك إني بعثت بالاصلاح‏!‏ أخبريني كم عددكم وأين تسكنون وما تأكلون ومتى خلقتم فقالت‏:‏ يا نبي الله لو أمرت الجن والشياطين بحشر نمل الأرض لعجزوا عن ذلك لكثرتها فما على وجه الأرض واد ولا جبل ولا غاية إلا وفي أكنافها مثل ما في سلطاني‏.‏

ونأكل رزق ربنا ونشكره وخلقنا قبل أبيك آدم بألفي عام‏.‏

وإن النملة الواحدة منا لا تموت حتى تلد كراديس النمل وليس على وجه الأرض ولا في بطنها حيوان أحرص من النمل فإنها تجمع في صيفها ما يملأ بيتها وتظن أنها لا تشبع به‏.‏

ولها تسبيح وتقديس تسأل بهما ربها أن يوسع الرزق على خلقه‏.‏

فتعجب سليمان من كثرتها وهدايتها وعجائب صفاتها‏.‏

واقصة منزل بطريق مكة‏.‏

بها منارة من قرون الوحش وحوافرها‏.‏

كان السلطان ملكشاه بن الب أرسلان السلجوقي خرج بنفسه يشيع الحاج في بعض سني ملكه فلما رجع اصطاد من الوحوش شيئاً كثيراً فبنى من قرونها وحوافرها منارة هناك كما فعله سابور والمنارة باقية إلى الآن‏.‏

ودان قال البكري‏:‏ مدينة في جنوبي افريقية لها قلعة حصينة وهي مشتملة على مدينتين فيهما قبيلتان من العرب‏:‏ سهميون وحضرميون‏.‏

تسمى مدينة السهميين لباك ومدينة الحضرميين توصي وبابهما واحد‏.‏

وبين القبيلتين قتال وبقربهم صنم من حجارة منصوب على ربوة يسمى كرزة وحواليها قبائل البربر يستسقون بالصنم ويقربون له القرابين إلى زماننا هذا‏.‏

هجر مدينة كبيرة قاعدة بلاد البحرين ذات خيرات كثيرة من النخل والرمان والتين والأترج والقطن‏.‏

وبقلالها شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم نبق الجنة وكذلك قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً‏.‏

أراد بهما قلال هجر سعتهما خمسمائة رطل‏.‏

من عجائبها‏:‏ من سكنها عظم طحاله‏.‏مدينة بفارس قرب إصطخر كثيرة البساتين والخيرات قالوا‏:‏ ان نساءها يغتلمن إذا زهرت الغبيراء كما تغتلم السنانير‏.‏

هنديجان من قرى خوزستان‏.‏

يتبرك بها المجوس ويعظمونها وبنو بها بيوت النار قال مسعر بن مهلهل‏:‏ سببه ان الهند غزت الفرس فالتقى الجمعان بهذا المكان وكان الظفر للفرس وهزمتهم هزيمة قبية فتبركوا بهذا الموضع‏.‏

والآن بها آثار عجيبة وأبنية عادية‏.‏

وتثار منها الدفائن كما تثار من أرض مصر‏.‏

 هنديان

قرية بأرض فارس بين جبلين‏.‏

بها بئر يعلو منها دخان لا يتهيأ لأحد أن يقربها وإذا طار طائر فوقها سقط محترقاً‏.‏

هيت بليدة طيبة على الفرات ذات أشجار ونخيل وخيرات كثيرة وطيب الهواء والتربة وعذوبة الماء ورياض مؤنقة قال أبو عبد الله السنبسي شاعر سيف الدولة‏:‏ فيا حبّذا تيك من بلدةٍ ومنبتها الرّوض غضّاً نضيرا وبرد ثراها إذا قابلت رياح السّمائم فيها الهجيرا أحنّ إليها على نأيها وأصبر عن ذاك قلباً ذكورا حنين نواعيرها في الدّجى إذا قابلت بالضّجيج السّكورا ولو أنّ ما بي بأعوادها منوطٌ لأعجزها أن تدورا يابسة جزيرة طويلة في البحر المتوسط الشامي طولها خمسة وأربعون ميلاً وعرضها خمسة عشر ميلاً‏.‏

بها مدن وقرى والغالب عليها الجبال‏.‏

وفيها شجر الصنوبر‏.‏

وليس بها شيء من السباع لا صغيرها ولا كبيرها إلا القط البري ولا حية ولا عقرب‏.‏

وذكر أهلها انه إن حمل إليها سبع أو حية أو عقرب لم يلبث إلا ريثما يستنشق هواءها يفوت على المقام‏.‏

وانها جزيرة كثيرة الفواكه والأعناب وزبيبها في غاية الحسن‏.‏

وبها حجل كثير يفرخ في جبالها وفراخ البزاة الجيدة والنخل بها كثير جداً‏.‏قرية من أعمال حلب‏.‏

كانت بها امرأة تزعم أن الوحي يأتيها وآمن بها أبوها وكان يقول في أيمانه‏:‏ وحق بنتي النبية فهزأ أبو سنان الخفاجي بها وقال‏:‏ بحياة زينب يا ابن عبد الواحد وبحقّ كلّ نبيّةٍ في ياقد ما صار عندك روشن بن محسّنٍ فيما يقول الناس أعدل شاهد نسخ التّغافل عنه خلط عمارةٍ وافاه في هذا الزّمان البارد يزد مدينة بأرض فارس آهلة كثيرة الخيرات والغلات والثمرات‏.‏

بها صناع الحرير السندس في غاية الحسن والصفاقة يحمل منها إلى سائر البلاد‏.‏

والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب‏.‏